ولكن الروايات أكثر ما تؤكد على الرأي الاول ، ومنها قول الامام الصادق (ع) في تفسير الآية :
«فردّ عليه أهله الذين ماتوا قبل البلاء ، ورد عليه أهله الذين ماتوا بعد ما أصابهم البلاء ، كلهم أحياهم الله تعالى له فعاشوا معه» (١)
وبعد هذا البيان يصف الله رفعه البلاء عن نبيّه بأنه ذو فائدتين :
الاولى : تعود على أيوب ذاته ، وقد أسماها رحمة فقال :
(رَحْمَةً مِنَّا)
لأيوب ، وقد تمثلت هذه الرحمة في شفائه من المرض ورد ما فقده عليه.
الثانية : تعود على عموم الرساليين والمتعقّلين ، وتتمثل في العبر والدروس التي خلفتها القصة.
(وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ)
وأهم درس يستفاد من هذه الآيات ، هو أن لا ننهزم أمام مشاكل الحياة وضغوطها ، فاذا ما بقي الإنسان قويا في نفسه ، مقاوما للآثار النفسية والروحية للازمات والمشاكل ، فانه لن يتأثر بها. وحتى يتمكن من ذلك يجب أن تكون علاقته بالحياة وما فيها قائمة على أساس انها وسيلة ، لا علاقة شيئية باعتبارها هدفا بذاتها ، وانه إذا لم يصل الى أهدافه وطموحاته من طريق ما ، فسوف يحصل عليها
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٤٦٦).