يكرّس ذاتياته بذلك ، وانما يفعل ما يفعل رياء ، ولا يزيده الا عجبا.
وهكذا نحن البشر لا تنفعنا عامة الصلاة والصيام ان لم نسلم لمن أمر الله بالتسليم له من خلفائه في الأرض ، وهكذا كانت الولاية سنم الدّين ، وعمود الشريعة ، وأعظم ما في ميزان العبد يوم القيامة لأنها في الحقيقة هي التوحيد الخالص.
ثانيا : حين لم يسجد إبليس لآدم اعتبر مستكبرا ، والحق بالكفار بالرغم من انه كان يؤمن بالله ، ولكن ايمانه لم يبلغ درجة التوحيد إذ أنه كان يؤمن قبلئذ بذاته وبعنصره الناري ، فلم ينفعه الإيمان ولا سجداته الطويلة شيئا.
[٧٥] فسأله رب العالمين :
(قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ)
وللمفسرين في كلمة «بيدي» تفاسير عديدة اما التفسير الأقرب للسياق ـ في نظري ـ انها القدرة ، وإنما أضاف «بيدي» لأنه سبحانه لا يملك يمينا ولا شمالا أو كما
في الحديث : «وكلتا يديه يمين» وفي حديث عن الامام الرضا (ع) :
«يعني بقدرتي وقوتي» (١)
وتعبير اليدين كناية عن تمام القوة والقدرة التي تجلت من خلق آدم.
(أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ)
هل كان السبب انك تكبرت لمجرد الاستكبار ومن دون سبب واقعي ، أم أنك
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٤٧٢).