يدخله ومن تبعه جهنم ، وان يملأها منهم.
(قالَ فَالْحَقُ)
ان الجزاء حق اولا لأنه يجري أساس سنة الجزاء العادل المنسجمة مع سنن الله في الحكمة في الخليقة ، وثانيا لأنه واقع لا ريب فيه.
ثم أكد هذا التعهد بجملة تأكيدية ، وقال :
(وَالْحَقَّ أَقُولُ)
بلى. كلام الرب تعبير دقيق عن حقائق الخليقة بلا أدنى اختلاف.
(لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ)
ولا تعني هذه الآية ان الله يدخل العباد إلى النار جبرا ، إنما هم الذين يختارون طريق الباطل المنتهي إليها ، وانما أشار الله إلى كثرة من يدخلها لعلمه الذي أحاط بالمستقبل احاطة تامة ، وفي القرآن تتكرر الآيات التي تشبه هذه الآية ، ومع ذلك يبعد الكثير منا عن نفسه التهمة فيعتقد ان النار خلقت للآخرين ، بينما يؤكد الله على امتلاء جهنم بالعاصين حتى لا يصيبنا الغرور والعجب بإيماننا وأعمالنا فنتوقف أو نتوانى في عمل الصالحات ، وحتى نظلّ نسعى جهدنا لإنقاذ أنفسنا من جهنم بدافع الخوف من الخزي والعذاب يوم القيامة ، وقد ورد في تفسير الآية الكريمة : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) (١)
عن أئمة الهدى (ع) ان كل العباد يمرون فوق الصراط الذي ينصبه الله على النار ، ولا يجوزه الا المخلصون ، اما من تمحض في الكفر والشرك فانه يخلد فيها أبدا
__________________
(١) مريم / (٧١).