ويبقى الذين عندهم بعض المعاصي والذنوب ، فيها فترة يطهرون منها بالعذاب وكل يلبث فيها بقدر انحرافه.
ولو بحثنا في الأسباب التي تؤدي بالإنسان إلى جهنم لوجدناها كثيرة جدّا ، وعلينا باليقظة الشديدة حتى نتّقيها ، ونتقي بذلك نار جهنم.
[٨٦] والملاحظ في هذه السورة المباركة وبالذات عند الحديث عن قصة إبليس ، وهكذا في كثير من موارد القرآن تكرار الابتداء بفعل الأمر «قل» ولعل ذلك للأسباب التالية :
الاول : لكي يتأكد لنا بأن القرآن ليس من عند الرسول ، وانما هو واسطة بين الله وعباده ، ودوره بالنسبة إلى الآيات ينحصر في قراءتها على الناس ، فهو ليس بمفتر ولا بإله ، انما هو مبلغ لرسالات ربه.
الثاني : يتركز هذا الأسلوب عند الحديث عن الأشياء الغيبية كقصة السجود لآدم (ع) والتي وردت في هذه السورة ، وذلك لكي لا يعتقد الناس بأنها ضرب من الوهم والخرافة ، أو أنها مجرد تصورات إنسان مثلهم محدود العلم فلا يصدقوها.
ولهذا أيضا قدم قول الرسول بأمر من الله ، حيث أراد الحديث عما جرى في الملأ الأعلى (ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ) ثم أكّد أن ما سوف أقوله لكم عن الغيب هو من عند الله «إِنْ يُوحى إِلَيَ» ثم بدأ الحديث عن الغيب ، وضمّنه في مطلع كل آية ـ تقريبا ـ ما يدل على نزوله من الله وهو فعل «قل».
الثالث : ان الأمر بالإعلان عن شيء بصيغة (قل) آكد من بيانه للعلم. أفلا ترى ان قوله سبحانه : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) أشد تأكيدا من قول : (هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ذلك لأن من يعلم شيئا قد لا يكلف نفسه أمر الانصياع له أو إبلاغه للآخرين ،