[٨٧] وتعرف الرسالة بالرسول الداعي إليها ، فهو الصادق الأمين ، الذي لا يطلب أجرا ولا يتكلّف أمرا ، وتعرف الرسالة أيضا بمحتواها ، كما يعرف الرسول بمثل تلك الرسالة.
ومن أبرز علامات الصدق في رسالة الإسلام عالميتها فهي تتجاوز الحدود والأطر لتكون لجميع الناس ، فلا عشائرية ، ولا عنصرية ، ولا قومية ، ولا طبقية ، ولا اقليمية ، ولا ... ، بلى. ان ما نزل من عند رب العالمين يكون لكل العالمين ، اما ما انبعث من فكر الإنسان المحدود فهو محدود بحدود ذلك الإنسان.
(إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ)
والإنسان في كل مكان وزمان فطرته واحدة ، والقرآن يشير إلى هذه الفطرة بما تنطوي عليه من تسليم واعتقاد بالحقائق التي تشتمل عليها ، وذلك عبر التذكير.
[٨٨] وإذا لم يتذكر البشر ويصدق بما جاء به القرآن فهر قد طمس فطرته ، وعطل عقله ، وانما يكتشف صدق الرسالة بعد الموت ، أو أثناء الحياة عند التجلي الأعظم له.
(وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ)
وهذا التحذير المبطن يكفي الإنسان خوفا من عواقب التكذيب بالحق ، وممارسة الانحراف والمعصية ، ويهدي إلى التصديق بالرسالة ، وعدم الاسترسال في الغفلة والضلال.