الْفاسِقِينَ) (٢)
ولكن الرسول واولي الأمر من بعده يملكهم الله الشفاعة في الدنيا والآخرة ، فيغفر لمن يشاء كيف يشاء ، ويعذب من يشاء كيف يشاء ، ومغفرة الله بواسطة الرسول ممكنة ولكن حسب مقاييس محدودة ، فلا يملك الرسول للمذنبين المصرين ، أو الكفار شيئا ، ويوجز الله في آية من الآيات فكرة الشفاعة فيقول : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (٣).
وخطأ تلك الأدعية التي يقولها بعض الطوائف في طوافهم حول الكعبة إذ يقولون : (اغفر اغفر إن لم تغفر جزما تغفر) فلا أحد يحتّم على الله سبحانه شيئا.
[٥] وقد سبق في الآية الثالثة أن فسّرنا قوله : (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ) فقلنا بأنها تشير إلى السنن التي تحكم في الخليقة بتدبير الله وهيمنته وإرادته ، ويوضح الله ذلك بقوله :
(خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ)
ويبدو أنّه سبحانه بعد نفي العقائد التي يتشبث بها المشركون ، ونفي كون الولد له ، وأنّه لا أحد من الشركاء يقربهم اليه أخذ يذكّرنا بنفسه ذلك أنّ معرفة الله حقا كفيلة بنفي العقائد الباطلة وإزالة الأوهام البشرية التي هي وليدة الجهل بالخالق.
ولعل الإشارة إلى «الحق» هنا لبيان أنّ تمنيات القوم بالشفاعة الباطلة
__________________
(٢) التوبة / (٨٠).
(٣) النساء / (٦٤).