سراب ، لأنّ أساس الخلق هو الحق ، وأنّه لا أحد يبلغ الثواب والكمال بالتمني والتظني أو الشفاعة الباطلة بل بالحق والحق وحده.
ودليل أحدية الربّ وقاهريته وأنّه خلق السموات والأرض بالحق ما نراه من اختلاف الليل والنهار.
(يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ)
وتكوير هذا يتم بزيادته على حساب ذاك وبالعكس ، فالله قد قهر السموات والأرض بحركتهما الدقيقة التي لا يستطيعان مقاومتها قيد شعرة ، ثم إنّهما يجريان بنظام دقيق مما يهدينا إلى أنّه جعل كل شيء بالحق.
(وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ)
مما يهدينا إلى انه القاهر.
جاء في الحديث المأثور عن الإمام الصادق (ع) :
«أنظر إلى شروقها على العالم كيف دبّر أن يكون ، فإنّها لو كانت تبزع في موضع من السماء فتقف لا تعدوه لما وصل شعاعها ومنفعتها إلى كثير من الجهات ، لأنّ الجبال والجدران كانت تحجبها عنها ، فجعلت تطلع في أوّل النهار من المشرق فتشرق ما قابلها من وجه المغرب ، ثم لا تزال تدور وتغشي جهة بعد جهة حتى تنتهي إلى المغرب ، فتشرق على ما استتر عنها في أوّل النهار ، فلا يبقى موضع من المواضع إلّا أخذ بقسطه من المنفعة والإرب التي قدرت له» (١)
(كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى)
__________________
(١) بحار الأنوار / ج (٣) ص (١١٣).