تعالوا إلى الروابي لننظر الى الغيث حين ينزل على الأرض فينشر الله عليها بركاته. تأملوا في طبقات الأرض ، وأمعنوا النظر في القنوات التي جعلها الله فيها وفي الأحواض الكبيرة التي تنتهي إليها فتختزن مياه المطر بعد تنقيتها في جوف الأرض ثم تتفجّر ينابيع مستمرة على مدار السنة .. أو لا تشهدون يد القدرة الإلهية التي نظّمت الخليقة أحسن تنظيم؟!
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً)
كيف سخّر الرياح لحمل السحب الثقيلة من أعالي البحار ، وكيف مرّرها بتيارات باردة ، وكيف لقّحها بعواصف الرياح الهوج في جوّ السماء؟! ثم كيف هداها الى حيث أمرها بإلقاء حملها؟! تبارك الله ربّ القدرة والرحمة.
والماء هو الماء ، ولكنّه ينقسم الى ما يصرف آنيا ، وما يختزن في باطن الأرض.
(فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ)
من الربيع الى الخريف ، ومن الشتاء الى قيض الصيف.
(ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ)
فإذا بالماء الواحد يجعله الله نباتات مختلفة.
(ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا)
فحين تينع الثمار ، وتيبس الحبوب ، لا تستقر في مواقعها ، بل تميل الى الصفرة بعد الخضرة استعدادا لحصادها.
(ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً)