أوّلا : مفارقات بين الخالق والمخلوق ، بين الحق والباطل ، بين المحسن والمسيء ، كما يذكّرنا بالمفارقات الظاهرة بين النور والظلام ، بين الظل والحرور ، بين الحرية والعبودية ، و. و.
ولعل سورة الزمر قد بلغت الذروة في هذا التميّز ، بالذات بين الناس حيث تجلت فيها صفة (الفرقان) في معرفة الصالحين وتزيّلهم عمن سواهم.
ثانيا : مقارنات بين أزواج الطبيعة ، بين الذكر والأنثى ، بين السماء والأرض ، البر والبحر ، الإنسان والحيوان ، الزيتون والأعناب ، الفاكهة والأب ، وهكذا.
ثالثا : شواهد وأمثلة ، فما من حقيقة يذكّر بها كتاب ربّنا إلا وتتثنّى بتفسيرها ودليلها ومثالها ، فما تتلو فيه من آية حتى تجد في السياق عادة أو في موقع آخر تبيانا لها ، فإذا ذكرت عاقبة المتقين ضربت لها أمثلة من جزائهم عند الله وانتصارهم في الدنيا ، وإذا ذكرت من صفات المتقين واحدة ثنّيت بشواهدها من حياة النبيين ـ عليهم السلام ـ ، وإذا ذكرت حقيقة من حقائق التوحيد توالت شواهدها.
فمثلا حين ذكر السياق شرح الصدر بالإسلام بين مثله في خشوع قلب المؤمنين لآيات الذكر.
وهكذا أشارت الآيات التالية إلى أنّ القرآن ضرب للناس من كلّ شيء مثلا ، فيكون المثل تثنية كلّ حقيقة مذكورة في القرآن.
هذا بعض معاني المثاني.
ولأنّه مثاني تشفع الحجة بالحقيقة فإنّ قلوب المؤمنين تصعق له ، وتسري في