لديهم ، بينما تستثير آيات الذكر دفائن العقول ، وتجلي القلوب من رين الشهوات ، وكلّ إناء بالذي فيه ينضح.
(ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ)
وأنّ أولئك الذين يبحثون عن سبل الزلفى الى الله عبر الأشعار الجاهلية والطرق غير الشرعية لا يهديهم الله اليه ، بل يضلّهم لأنّهم لم يتبعوا الوسيلة التي بيّنها لعباده.
(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ)
فمن شاء أن يهتدي إلى ربّه سبيلا فعليه أن يتوسّل به إليه ، وبأوليائه الذين جعلهم وسائل رحمته ، وألّا يخترع لنفسه مذهبا فيضلّه الله ، وأن يعلم أنّ الله يدلّ على ذاته بذاته ، ولا شيء أظهر دلالة منه ولا شفيع إلّا من بعد إذنه ، وهكذا يخلص النية لربه ، وحاشا لله أن يخيب ظنّ عبده به.
[٢٤] ويعود القرآن الى مفارقته بين من يتقي به في الدنيا فينجيه الله من عذاب النار ، وبين من لا يتقي ولا يجد هناك شيئا يحتجز به عن النار ، فتراه يضطر الى اتقاء النار بوجهه.
(أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ)
أيّ عذاب هائل ذلك العذاب ، حين تتميّز جهنم غيضا ، وتتفجر فيها النيران تفجّرا ، ويأتي المجرمون لا يملكون من الثواب ما يقيهم النار ، فتتعرض وجوههم لها ، تلك الوجوه التي اعتزوا بها وبإثمها في الدنيا ، وصانوها بأيديهم وبما يملكون.
(وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ)