من أسباب الانحراف الجهل والهوى والاستسلام للضغوط ، وتعالى الله عن كلّ ذلك ، وهكذا يفصح القرآن عن الحقائق بصورة مباشرة.
(قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
وهذا هدف القرآن ، إنه يريد منا أن نتقي الله ونخافه ، ونعمل بمضمون التقوى من إصلاح دنيانا وأخرانا.
[٢٩] ومن أمثلة القرآن التي تقرّب الى أذهاننا قبح الشركاء اشتراك مجموعة في امتلاك شخص.
(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ)
هل يستوي عبد يملكه أكثر من مالك وعبد يملكه رجل واحد؟! كلّا ... لأنّ في الثاني كل مالك يريد أن يجيّره لحسابه على حساب الآخرين ، وقد بيّن الباري ذلك في قوله : (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) (١) وقال تعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (٢) وقال تعالى عن استحالة الأشباه والأعضاد : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ) (٣).
وهناك مثال من واقعنا : حيث تعيش بعض الدول المستضعفة في إطار ولاءات مختلفة فتتصارع عليها قوى الشرق والغرب ، وقد يجري الصراع على أراضيها وبأيديها ، ويكون بالتالي الغرم لها والمكاسب للأسياد ، وآخر مثال على ذلك ما
__________________
(١) ص / (٢٤).
(٢) الأنبياء / (٢٢).
(٣) المؤمنون / (٩١).