يجري حتى اليوم في كمبوديا حيث تتصارع قوى عالمية عديدة على أراضيها وبأبنائها ولكن لمصالح الأجانب ، وقد هدّمت البلاد وقتل من الشعب الكمبودي زهاء ثلاثة ملايين بشر.
وليست الآلهة التي تعبد من دون الله سوى رموز للقوى السياسية والاجتماعية التي تتصارع على استعباد البشر فتجرّ إليه الويلات ، وما يخلصنا سوى التحرر من عبادتها والتمرّد على سلطانها للنجاة من مشاكساتها وحروبها التي تطحننا اليوم طحنا.
(وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً)
كلّا ... إنّ الرجل الذي يقوده شخص واحد باسم الله ولا تتداخل فيه شهوات الآخرين ولا ضغوطهم ولا مصالحهم يعيش دائما في حريّة مستقيما في طريق واحد ، لا تعصف به الاختلافات ، ولا تتحكّم فيه الفوضى ، ولا يواجه مشكلة تعدد الولاءات ، إنّه لا يخاف الصراعات ولا تنافس القوى عليه ، إنّه يعيش بعيدا عن أهواء الشياطين وأطماع الحكام.
جاء في الحديث عن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال :
وأنا السلم لرسول الله (ص) يقول الله عزّ وجلّ : «ورجلا سلما لرجل» (٤)
وعن أبي جعفر (ع) في الآية قال :
«سلما هو علي (ع) لرجل هو النبي (ص) وشركاء متشاكسون : أي مختلفون ، وأصحاب علي مجتمعون على ولايته» (٥)
__________________
(٤) تفسير البرهان / ج (٤) ص (٧٥).
(٥) المصدر.