وجزاء هذا وذاك الإقامة في جهنم ، لأنهما معا كافران.
(أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ)
ويترك السياق الجواب عليهم لكي تقرّ ألسنتهم به.
[٣٣] وفي مقابل هؤلاء يقف الصادقون فحين يخرجون عن ذواتهم يرون الحق بوضوح ، لأنّ مشكلة الذي لا يرى الحق انغلاق نفسه ، فهل تدخل الشمس غرفة مغلقة مسدلة الستائر؟! كلّا ... فعلى الإنسان أن يفتح صدره ، ويزيل الستائر والحجب عن ذاته ، لكي يدخل نور الله أرجاء قلبه.
(وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ)
«جاء بالصدق» أي دعا اليه كالرسول ، «وصدّق به» أي التزم بما آمن ، فلا يكفي الإيمان بصدق شيء من دون العمل بمضمون هذا الإيمان ، والصدّيق هو الذي يؤمن في الأوقات الحرجة ، حيث لا تسمح له السلطات ولا يؤيّده الناس.
وجاء في تفسير مجمع البيان : قيل الذي جاء بالصدق محمد (ص) ، وصدق به عليّ بن أبي طالب ، وهو المروي عن أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام. (١)
والصّدّيق يتقي بصدقه عذاب الله :
(أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)
القرآن عادة ما يربط بين الفكر والعمل برباط التقوى ، والتقوى حقيقة تدور حولها كل الحقائق ، وهذا ما تشير إليه الآية : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ). (٢)
__________________
(١) المصدر / ص (٤٨٩).
(٢) المائدة / (٢٧).