يقعون في الخطأ ، فقال سبحانه : (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) ، ومضت هذه الآية قاعدة فقهية استنبط العلماء منها أحكاما كثيرة حيث أسقطوا بها الضمان من الذين يريدون الإحسان ولكنّهم يخطئون فيلحقون ضررا بالطرف الآخر ، كمن أراد إنقاذ غريق فتسبّب جهله بطريقة الإنقاذ إلى المساهمة في غرقه.
(وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ)
[٣٦] ومن العقبات التي تعترض طريق المؤمنين المحسنين خشية الناس ، والخوف من مقاطعتهم وهجرهم ، ولكنّ الله وعدهم بكفايتهم شرّ الناس ، والله سبحانه هو الذي يحفظ السموات والأرض أن تزولا ، فكيف لا يحفظ عبده؟!
(أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ)
بلى. إنّ الله يكفي عبده شر جور السلاطين ، وكيد الحاسدين ، وبغي الظالمين.
(وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)
بإثارة الرعب في قلبك ممّن هو من دونه سبحانه ، أن يضلوك عن سبيله.
(وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ)
لا يعلمون أنّ المهيمن هو الله ، وأنّ الأنداد من دونه ، والسلطات الطاغوتية ، والمجتمع الفاسد ، و. و. لا تملك أيّ قوة ، ولأنّهم توجهوا إلى غير الله فقد سلب منهم الله نور الهداية فأضلهم.
[٣٧] ومرة اخرى يؤكد الله على فكرة الكفاية بقوله :