(وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍ)
أي لا توجد قوة قادرة على إضلال امرء إذا أراد الله هدايته.
جاء في الحديث عن أبي عبد الله (ص) لثابت ابن سعيد :
«يا ثابت! ما لكم وللناس؟! كفّوا عن الناس ، ولا تدعوا أحدا إلى أمركم ، فو الله لو أنّ أهل السموات والأرضين اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا على أن يهدوه ، ولو أنّ أهل السموات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يضلّوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا أن يضلّوه. كفّوا عن الناس ، ولا يقول أحد : عمّي ، أخي ، وابن عمّي ، وجاري ، فإنّ الله إذا أراد بعبد خيرا طيّب روحه فلا يسمع معروفا إلّا عرفه ، ولا منكرا إلا أنكره ، ثم يقذف في قلبه كلمة يجمع بها أمره» (١)
وهذا الحديث يفسّره قوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً). (٢)
(أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ)
إنّ الله عزيز ، ومن عزّته انتقامه من الكفار ، ومن مظاهر انتقامه إضلاله للمعاندين كما أنّ من مظاهر عزته هدايته للمحسنين.
[٣٨] ومن أمثلة عزّة الله خلقه السموات والأرض وتدبيره لهما :
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ)
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) ص (٤٩٠).
(٢) الكهف (٦).