أمّا السنة الأخرى فهي أن ينتقم الله لرسالته من أولئك الذين خالفوها ، فيبعث عليهم عذابا يبيدهم عن بكرة أبيهم.
هذه فكرة تدور حولها آيات هذا الدرس ، وأمّا الفكرة الثانية فهي : إنّ العلم الحق يدعو الى الإيمان الحق.
بينات من الآيات :
[٢٤] ليس غريبا أن يبعث الرسول بالحق ، لأنّ الله إنّما خلق أساس الكون بالحق ، فالسنن والأنظمة الطبيعية حق ، والحالات المتغيرة التي تخضع لهذه الأنظمة حق أيضا ، وشهوات الإنسان وعقله حق ، وأرسل الربّ رسوله بالحق ليكشف الحق ويهدي إليه ، فهي رسالة تتكيف مع الإنسان والطبيعة ، وتجري على ذات النهج.
(إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ)
هذه سنة ، لأنّ الله لم يجعل أمّة إلّا ولها نذير ، يبعثه في أمّها.
[٢٥] ومن الحقائق التي تكاد تكون سنة ، تكذيب الأمم لرسلهم.
(وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ)
وهي الشواهد والحجج التي لا ريب فيها لشدة وضوحها.
(وَبِالزُّبُرِ)
وهي الكتب المنزلة على الرسل المحتوية على مجموعة المعارف الالهية ، الهدى والبينات والمفصلات.