(وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ)
أي البصائر. ولعل فرقه مع الزبر أنّه خصوص البينات المحكمات من الكتب ، بينما الزبر هي المتشابهات والمجملات.
ومع أنّ الرسل أرسلوا بهذه الرسالات الثلاث ، مع ذلك كذّبتهم الأمم.
فإذن يا من تبلّغون رسالات الله! لا تستوحشوا من تكذيب الناس ، إنّ تكذيبهم عادة جرت قبل أن تحملوا رسالتكم ، فلا بد أن تعرفوا أنّ ما سيجري عليكم هو أن يكذّبكم قومكم كما كذّب الأوّلون ، ولكنّ الله سيظهرها عليهم ، طوعا أو كرها.
[٢٦] (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ)
وهذه سنّة أيضا.
ونكير الله لهم : أي عذاب شديد يستأصلهم به. أفلا يعتبرون بتاريخهم ، ويعرفون شدة إنكار الله لمنهجهم في التكذيب؟!
[٢٧] من أبرز ما يثير عقل الإنسان ، ويجعله يغوص في أعماق الحقائق ، الاختلافات التي تبرز في الطبيعة مما يزيدنا وعيا بتدبير الله ، واستوائه على عرش القدرة ، لأنّ إدارة الأمور المختلفة التي يقوم كلّ واحد منها بأداء وظيفة معينة ، والتنسيق بينها وبين غيرها من الأمور أكبر شهادة على الخبرة والقدرة.
ويبدو أنّ السياق هنا يذكّرنا بهذا الاختلاف ثم يبين بأنّ الذين يخشون ربهم هم العلماء.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً)