(اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها)
وفي اللغة توفّى بمعنى أخذ الشيء وافيا.
(وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها)
تلك النفس التي لم تمت يتوفّاها الله عند النوم.
(فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ)
ولا يدعها تعود إلى الجسد ، ولعلّ الآية تشير إلى أنّ للنفس ولها بالجسد وتريد العودة إليه ، ولكنّ الله يمسكها إمساكا.
(وَيُرْسِلُ الْأُخْرى إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى)
أما النفس التي لم تمت بل نامت فانه تعالى يأخذها ثم يعيدها إلى صاحبها لفترة معينة هي حلول أجله. فإذا حل سلبها منه دون عودة الا عند البعث.
فما هذه الروح؟ هل هي كامل الروح؟ أم شعاع منها؟ أم شيء آخر؟
في الواقع أن مسائل الروح لا تزال بعيدة عن أفهامنا. والآية تشير بوضوح إلى الموت وطبيعته ، ونحن لم نمت ولم يعد إلينا من مات ليخبرنا عن واقع الأمر ، ولكننا ننام وحيث يخبرنا الرب بأنّ الموت مثل النوم نستطيع أن نتعرف عليه نسبيا من خلاله.
ويقتبس لقمان من هذه الفكرة حكمة فيقول لابنه وهو يعظه بالموت :
«يا بني إن تك في شك من الموت فارفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك ،