وللشفعاء المرفوضين عند الله تفسيران :
الأول : انهم الشركاء من دون الله ، وهم رموز القوى المؤثرة في حياة البشر ، كسلطان القوة والمال والشهرة. وينفي القرآن أيّة قيمة لهذه القوى عند الله ، فلا يزعم صاحب السلطان والغنى والشهرة إن ميزته في الدنيا تستمر إلى الآخرة. بل إنه يأتي ربه يومئذ فردا فقيرا مغمورا ، ولا يزعم ألواح منهم كما زعم صاحب الجنتين إذ قال لصاحبه وهو يحاوره : (ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً* وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً) (١)
الثاني : انهم الذين يزعم البشر أن باستطاعته التهرب من المسؤولية بسببهم ، وذلك بإلقاء مسئولية ضلاله وانحرافه عليهم ، كأن يلقي بمسؤولية انحرافه وضلاله على والديه ، أو السلطات الحاكمة ، أو المجتمع.
ولكن الله ينسف فكرة الشفاعة عموما فيقول :
(قُلْ أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً)
كالنفع والضرر أو الموت والحياة ، أو أقلّ من ذلك. لان الملك كله لله عزّ وجل.
(وَلا يَعْقِلُونَ)
لأنهم لو كانوا يعقلون لم يكونوا ليأمروا بما يخالف رضى الله تعالى. فهم إذن لا قوة لهم ولا علم. ومن يكون هكذا لا يكون شفيعا.
[٤٤] ان الشفيع الحقيقي هو الله الذي بيده ناصية كل شيء ، وإذا كان ثمة آخرون فانما يشفعون باذنه.
__________________
(١) الكهف / (٣٥ ـ ٣٦).