(قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً)
فإذا أراد البشر أن يفر من عذاب الله ، فليهرب اليه تعالى ، فليس من ملجإ منه الا اليه كما قال ربنا : (فَفِرُّوا إِلَى اللهِ) وكلنا يخشى من ذنوبه ولكن لن نجد غافرا للسيئات التي احتطبناها سوى الله.
ومن عادة البشر انه إذا أذنب ذنبا حاول تبريره ، أو اخترع لنفسه شفيعا يزعم أنه سوف يخلصه من ذنبه ، والله يقول : لا ، لماذا تذهب هنا وهناك؟! تعال اليّ ، حتى ولو كنت مذنبا تعال ، فانا الذي أخلصك من الذنب ، لا أولئك الشفعاء ، ولا تلك التبريرات.
(لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
فالله هو الشفيع حقا ، لأنه هو السلطان في السموات والأرض ، فهو الذي يدبر الأمور اليوم واليه المصير حيث الحساب الدقيق والجزاء الأوفى.
[٤٥] (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ)
لأنهم لا يؤمنون بالآخرة ، ويحاولون التهرب من المسؤوليات ، ويعرفون انه إذا كانت الآخرة أمرا واقعيا فإنهم سوف يحملون عبأ الأمانة ، لكل ذلك تراهم يشمئزون ، فحربهم لفكرة الآخرة انما هي بدافع نفسي ، فهم لا يحبون القيامة لأنهم لا يحبون المسؤولية ، والمثال على ذلك : إذا قيل لمجرم : جاء الشرطة يشمأز قلبه ، لماذا؟ لان الشرطة سيأخذونه إلى المحكمة ، ومن ثم الجزاء العادل ، وأما الرجل المظلوم ، الذي يسمع وهو بين يدي من يظلمه ، ان جاء الشرطة تراه يحمد ربه ، لماذا؟ لأنه سوف يتخلص من يد الظالم ... وهكذا المؤمنون يشتاقون إلى الآخرة ،