لأنهم يعرفون أن هناك الجزاء الأوفى لحسناتهم ، بينما الكافرون تشمئز قلوبهم ، إذا ذكر الله وحده ، لأنهم يفتشون عن إله آخر يخلصهم من رب السموات والأرض ، ويخلصهم من ذنوبهم وسيئاتهم.
(وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)
فإذا كانوا يتحدثون عن الآباء ، والقيم الفاسدة ، والشفعاء الموهومين ، فإنهم يرتاحون نفسيا.
وتجد هذه الآية تطبيقها في كل إنسان ، خصوصا في العالم المتخلف ، حيث لا نحب نحن البشر الاستماع إلى من يحدثنا عن مسئولياتنا ، أما إذا تحدثوا إلينا عن تبرير وضعنا الفاسد وإلقاء المسؤولية على الدول أو على الخطوط ، أو على القضاء والقدر ، فاننا نستمع مرتاحين ، والسبب هو أن مثل هذا الكلام لا يحملنا المسؤولية.
[٤٦] وفي مواجهة هذا الانحراف الكبير والضلال البعيد يتوكل المؤمن على الله ويدعوه ضارعا ليثبت فؤاده حتى لا يتأثر باشمئزازهم من ذكر الله ، وفي ذات الوقت يتحداهم بالمزيد من ذكر ربّه.
(قُلِ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ)
حين ينشق شيء يقال انفطر ، والله شق العدم بالخلق فإذا بالسموات والأرض تخرجان من ضميره.
ومن معاني الانفطار ان السموات والأرض لم تكونا فكانتا مرة واحدة ، فابدعهما من غير مثال يحتذي به ، ومن معانيه انهما كانتا رتقا ففتقهما بقدرته.
(أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ)