ان تعميق الإحساس برقابة الله في نفس الإنسان ، وانه هو الحاكم بين عباده ، يجعله لا يعصيه ، لأنه لا يمكن له الكتمان عليه أو الكذب عليه يوم القيامة.
وإذا كان هو الحاكم بين عباده فما هو دور الشركاء الذين يتخذ منهم الكافر شفعاء ، ويتشبث بهم هربا من المسؤولية؟!
علما بأن محكمة الله آنئذ تحكم بين الناس بالحق.
(فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)
فهنالك الكلمة الفصل ، التي لا ريب فيها ، ولا تلبيس ، ولا تحيط بها ضلالات الهوى ، وتبريرات الشهوات ، وكلما تفكر الإنسان في ذلك اليوم ، وفي ميزان الحق الذي ينصب فيه ، كلما تباعد عن محورية ذاته ، وتحصن ضد قسوة القلب وانغلاقه دون فهم الحقائق.
[٤٧] فمن كفر بالله وظلم نفسه أو الناس هلك ولا تنفعه ثرواته شيئا.
(وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ)
وفي آية أخرى يقول الله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) (١)
بلى قد يبيع المرء نفسه بثمن بخس فيشتري جهنم بغيبة أو بكذبة ، وما ابخس هذا الثمن إذا كانت النار عاقبته!
__________________
(١) آل عمران / (٩١).