الأولى : عند قوله تعالى ناهيا عن اليأس من الرحمة (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ).
الثانية : عند تعميمه للغفران بأنه لا ينحصر في نوع من الذنوب (إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً).
الثالثة : عند ما وصف نفسه في نهاية الآية بأنّه «الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».
وهنا دعنا نقرأ هذه الرواية عن رحمة الله لنزداد ثقة ورجاء في غفرانه تعالى :
في كتاب نور الثقلين : دخل معاذ بن جبل على رسول الله (ص) باكيا فسلّم فردّ عليه السلام ثم قال ، ما يبكيك يا معاذ؟ فقال : يا رسول الله إنّ بالباب شابّا طري الجسد ، نقيّ اللون ، حسن الصورة ، يبكي على شبابه بكاء الثكلى على ولدها يريد الدخول عليك ، فقال النبي (ص) : أدخل عليّ الشاب يا معاذ ، فأدخله عليه فسلّم فردّ عليه السلام ثم قال : ما يبكيك يا شاب؟ قال : كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوبا إن أخذني الله عزّ وجل ببعضها أدخلني نار جهنم ، ولا أراني إلّا سيأخذني بها ولا يغفر لي أبدا فقال رسول الله (ص) : هل أشركت بالله شيئا؟ قال : أعوذ بالله أن أشرك بربي شيئا ، قال : أقتلت النفس التي حرم الله؟ قال لا ، فقال النبي (ص) : يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الجبال الرواسي ، قال الشاب : فإنّها أعظم من الجبال الرواسي ، فقال النبي (ص) : يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق قال : فإنها أعظم من الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق ، فقال النبي (ص) : يغفر الله ذنوبك وإن كانت مثل السموات ونجومها ومثل العرش والكرسي ، قال : فإنّها أعظم من ذلك ، قال : فنظر النبي (ص) إليه كهيئة الغضبان ثم قال : ويحك يا شاب ذنوبك أعظم أم ربّك فخرّ الشاب لوجهه وهو يقول : سبحان ربي ما شيء أعظم من ربي ، ربي أعظم يا نبيّ الله من كلّ عظيم ،