علويّا فاطميا» قلت : وإن كان من ولد علي بن أبي طالب؟ قال : «وإن كان من ولد عليّ بن أبي طالب» (١) فيجب على الإنسان أن لا يدّعي شيئا لا يحقّ له وإلّا فهو يرتكب الحرام ، وإذا كان ادعاء الإنسان المعرفة بالطب قد يتسبّب في قتل عشرات الناس الذين يتعالجون عنده ، فإنّ ادعائه الإمامة والرئاسة كذبا سوف يفسد كل النظام ، الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي ، فعليه إذن أن يتجاوز مشكلة حب الرئاسة ، وأن يتواضع للحق ويسلم لأهله.
والكذبة لا تسعهم رحمة الله على سعتها اللامتناهية ، بل يحشرون يوم القيامة في هيئة مخزية لهم.
(وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ)
بآثار الكذب والمعاصي ، وبالتالي بانقطاع نور الله عنها (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ). (٢)
ويستفهم منا السياق فيقول :
(أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ)
ويتركنا نحن الذين نجيب عليه بأنفسنا فنقول : بلى ، لنقرّ بوجود هذا المثوى في جهنم ، فنخاف ممّا أعدّه الله للكاذبين من العذاب فلا نتكبر.
__________________
(١) البرهان / ج (٤) ص (٨٢).
(٢) النور / (٤٠).