موسى (ع) : «وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي» ، ومن الحزن الخوف من الفزع الأكبر ، كقوله تعالى : «لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ» ، ومن الحزن القلق من الهزيمة ، كقوله تعالى : «وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ» ... والله يذهب كلّ ذلك عنهم ، لأنّهم قد حزنوا على ذنوبهم في الدنيا ، وقد ورد في الحديث : «إنّ المؤمن في الدنيا حزين» أي قلق من ذنبه.
(إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ)
فالغفران يكون عند الذنب ، والشكر يكون للنعمة ، فربّنا سبحانه يغفر لهم ما أذنبوا ، ويشكر لهم ما عملوا.
[٣٥] (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ)
أي الدار التي يستقر فيها الإنسان ، وربما تفيد هذه الآية معنى الخلود ، لأنّ الدنيا ليست دار مقامة بل هي دار انتقال.
(لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ)
جاء في تفسير علي بن إبراهيم : إنّ النصب هو العناء ، واللغوب هو الكسل والضجر.
وفي نهج البلاغة :
«... وأكرم أسماعهم من أن تسمع حسيس نار أبدا ، وصان أجسادهم أن تلقى لغوبا ونصبا» (٢)
__________________
(٢) نهج / ط (١٨٣) / ص (٢٦٨).