وقد شوّقتنا النصوص الى دار ضيافة ربّنا ببيان جانب من نعمها ، فقد جاء في حديث مفصّل عن رسول الله (ص) :
«فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشي مقبلة وحولها وصفاؤها يحجبنها ، عليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد صبغن بمسك وعنبر ، وعلى رأسها تاج الكرامة ، وفي رجلها نعلان من ذهب مكللان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر ، فإذا دنت من وليّ الله ، وهمّ (ان) يقوم لها شوقا تقول له : يا ولي الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب ولا تقم ، أنا لك وأنت لي» (٣)
هكذا يسقط التعب والنصب من الإنسان المؤمن حتى بمقدار القيام لاستقبال زوجته من الحور العين.
[٣٦] هذا عن الذين آمنوا فما هو جزاء الذين كفروا؟
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا)
جاء في النصوص انه في يوم القيامة يذبح الموت بين الجنة والنار في صورة شاة ، فلا أهل الجنة يموتون ، ولا أهل النار ، بل كلّهم مخلّدون ، وأعظم بعقاب يبقى أبدا. إنّ قليله كثير ، وضعيفة شديد ، فكيف بعذاب النار المتناهي شدة وسعيرا؟!
وقد جرت سنة الله في عالمنا اليوم أنّ الجسم يتكيّف مع الصعوبات ، وأنّ لكلّ شيء أجل وحده ، وكلّما اقترب من نهايته خفّ ، بيد أنّ عذاب الله لا أجل له ، فلا يخفف أبدا ، ولا يتكيّف الجسم معه ، بل يبقى يتألّم معه أبدا (نعوذ بالله العظيم منه).
__________________
(٣) نور الثقلين / ج (٤) ص (٣٦٧).