(وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ)
وهنا يذكر السياق صفتين لجهنم ، ويقابلهما بمثلهما للجنة :
الاولى : الخلود «لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا» والثانية : الشدة «لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ» وقد ذكر صفتان مقابلتان للجنة : الراحة ، والخلود.
[٣٧] ولأنّ العذاب شديد ومستمر فإنهم لا ينفكّون يحاولون التخلص منه للنجاة ، فتراهم يرفعون أصواتهم يطلبون العودة إلى الدنيا ليعملوا صالحا.
(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ)
كلّ إنسان في الدنيا يدّعي أنّه يعمل صالحا ، ولكن حينما يواجه العذاب الشديد هناك يعرف بل ويعترف بأنّ أعماله كانت غير صالحة.
إنّ هؤلاء يصطرخون ، والاصطراخ أعظم الصراخ : أن أخرجنا ربّنا نعمل صالحا غير الذي كنّا نعمل ، فيجيبهم الله :
(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ)
أي عمّرناكم في الدنيا بقدر يكفي للتذكّر ، فلم تتذكروا ، وجاءكم النذير فلم تتذكروا.
قد اختلفت أقوال المفسرين في النذير : هل هو الرسول والقرآن أم هو الشيب وموت الأقارب وتقادم السنّ أم هو كمال العقل والبلوغ.
ويبدو أنّ الكلمة مطلقة ، وتوحي بأنّ الإنسان ينذر بالتالي بطريقة أو بأخرى ،