وأنّ الله لا يتوفّاه حتى يكتمل امتحانه.
(فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ)
لماذا الاختلاف في الآجال؟ فبعض يعيش عشرين عاما ، وبعضهم أربعين ، وبعضهم ستين ...؟
الشاعر إقبال اللاهوري أجاب على ذلك وقال : إنّ اختلاف آجال الناس مرتبط بحكمة وجودهم في الدنيا ، وهو تهيئة الإنسان للجنة ، وكأنّ الدنيا مدرسة ، يدخلها الناس تمهيدا لدخول الجنة.
فبعض الناس ينجحون من أوّل امتحان ، وبعضهم لا ينجحون في الامتحان الأوّل فيدخلون الامتحان الثاني ، وهكذا فان اختلاف الناس في آجالهم هو بسبب مدى استعدادهم ، وتقبلهم ونجاحهم وهذه النظرية جميلة الا انها لا توافق القرآن الكريم ، لان الدنيا كما هي مدرسة تهيؤ المؤمنين لدخول الجنة ، فهي في نفس الوقت مهوى يسقط الكفار منه الى النار.
وفي بصائر القرآن الدنيا دار ابتلاء فيه فقط قاعة امتحان وليست مدرسة.
ولعل الآية هذه تشير الى أنّ اختلاف الآجال يرتبط بهذه الكلمة (الابتلاء) فالدنيا فرصة للتذكرة ، وكلّ شخص يعمّ بقدر التذكر (حسب ظروفه ، وبنية شخصيته) فإذا انتهت الفرصة فإنّ الحكمة الرئيسية من بقائه تنتهي ، بلى. هناك حكم أخرى : كاستدراج الكفّار ليزدادوا كفرا ، وإطالة عمر المؤمنين ليزدادوا ثوابا ، وكأن يكون وجود شخص مفيدا لابتلاء الآخرين ، والله العالم.
واختلفت الروايات في تحديد العمر في قوله : «أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ» فقالت بعض