منهم يمنّي الآخر ، وما هذه الأمنيات سوى الغرور بذاته ، لأنّه لا أحد ينفع أحدا يوم القيامة ، ويتبرأ الذين اتّبعوا من الذين اتّبعوا.
[٤١] يحيط بأولئك الشركاء والمشركون بهم الغرور ، إذ لم يخلقوا شيئا من الأرض ، ولم يكن لهم شرك في تدبير السموات ، بينما الله الواحد استوى على عرش العلم والملك ، وهو يمسك السموات والأرض لكي لا تزولا ، ولا شيء قادر على المحافظة عليها لو تركها الرب.
(إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا)
والسؤال : ما هو معنى الزوال؟
١ ـ لا ريب أنّ النظام الذي يحافظ على الوجود بحاجة الى منظّم ، والتدبير بحاجة الى مدبّر ، والله هو المدبّر الذي لو تركها فسد النظام ، وزالت السموات والأرض بفساده.
٢ ـ وإذا تعمّقنا قليلا وعرفنا شيئا من الفيزياء الحديثة ، وكيف أنّ نظام دوران الإلكترون حول محور البروتون ـ في مملكة الذرة العظيمة والمتناهية في صغر الحجم ـ قائم على الحركة ، حتى قالوا : إنّ الحركة لو توقّفت لتلاشى الوجود ، عرفنا أنّ (قيام) كلّ شيء إنّما هو بالله عبر أنوار قدسه التي يفيض بها كلّ خير على الخلائق.
(وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ)
ولكن لماذا لا يسمح الله للسموات والأرض بالزوال مع كثرة المعاصي التي يرتكبها العباد؟