[٤٠] يظلّ الشرك بالله الحجاب الكبير الذي يفصلنا عن ربّنا ، ويمنع عنّا خيرات عبادة الله وحده ، ويذكّر السياق بأنّ الشركاء لا يملكون حقّ العبادة لأنّهم لم يخلقوا شيئا من الأرض ، ولا ساهموا في تدبير السموات ، ولا أذن لهم ربّ الأرض والسماء بقيادة الناس ... فبأيّ حقّ يتسلطون على رقاب الناس ، ولماذا يخضع لهم الناس؟!
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ)
حتى يتسلطوا باسمه على الناس.
(أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ)
لا نجد قدرتهم تتجلّى في السماء ، كأن يديروا الشمس والقمر.
(أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ)
أمرناكم بأن تتبعوهم بأن أنزلنا عليكم كتابا يأمركم بأن تتبعوهم.
(بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً)
فإنّ مشكلة الإنسان التي تمنعه من الوصول الى الحقيقة هي حجاب الغرور والتمنيات ، وعلى الإنسان أن يخرقه حتى يتقرّب الى ربّه.
وربما توحي خاتمة الآية بأنّ الظالمين ـ الشركاء والتابعين ـ كلّ واحد منهم يضلّ الآخر ، فالمضل يعد متّبعيه بأنّه سوف يحمل خطاياهم ، وما هو بحامل من خطاياهم من شيء ، والمضلّلون يعدون مضليهم بالولاء والانتصار لهم ، فكلّ واحد