(وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)
الخطط الفاسدة سوف تكون لها انعكاسات على الواقع الاجتماعي ، بيد أنّ أثرها الأبلغ سيكون على صانعها.
والكلمة هذه ذروة ما نفهمه من البلاغة،إذ ذكّرنا الربّ بأنّ المكر السيء «يحيط» بصاحبه من جميع جوانبه ، وهذا أبلغ من القول أنّه يلحق به أو يصيبه ، لأنّ صاحب المكر يزعم أنّه قادر على الفرار من عاقبة عمله ، ولكنّه يحيق به فلا يقدر هروبا ، ثم أنّ القرآن عبّر «بأهله» ولعل السبب يكمن في أنّ كلّ العاملين مكرا ليسوا بأهله ، بل بعضهم ممّن تعمّده واتخذه سبيلا ، ثم إنّ الحصر يفيد أنّ الذي يمكر بهم ينجون عادة من المكر على حساب أهله ، وقد قالوا : «من حفر بئرا لأخيه وقع فيه».
وكيف يمكن أن نكتشف هذه الحقيقة؟
يقول ربّنا : انظروا إلى التاريخ ، فالتاريخ يحكي سنن الله التي لا تتبدّل ولا تتحوّل ، ويتساءل : هل هم ينتظرون عاقبة مثل عاقبتهم؟!
(فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ)
كيف أنّهم أهلكوا بما كسبوا ، وكيف حاق مكرهم بهم.
(فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً)
على مرّ العصور ، السنّة هي السنّة في الغابر والحاضر ، لن تتبدل ، ولن تتحول ، بأن يستطيع أحد أن يدفعها عن نفسه إلى غيره.