يؤمنون.
فلمن القرآن إذا؟
إنّما هو ينذر من يتبع الذكر ، ويهتدي ويطيع آيات القرآن ، ويخشى الرحمن بالغيب ، وهذا يتجنب المهالك التي تنذر بها ، ويبشره الله بمغفرة لذنوبه السابقة وهفواته ، وبأجر فيه الرزق والكرامة ، ويأتي كمال الجزاء في الآخرة ، حيث يحي الله الموتى ، وقد كتب من قبل ما قدموه لحياتهم هناك وما خلّفوه وراءهم من آثار ، وكلّ شيء قد أحصي في إمام مبين.
(وهذه الرسالة جاءت على سنّة رسالات الله السابقة) ويضرب القرآن مثلا من أصحاب القرية حين جاءها المرسلون ، ثم يمضي في بيان شبهاتهم الواهية ، ويردّها أولا : على لسان الأنبياء ، وثانيا : على لسان واحد ممن هداهم الله للإيمان ، وأدخله جنته فقال : يا ليت قومي يعلمون ، وأهلك الله قومه من بعده بصيحة ، وتحسّر على العباد الذين لا يبعث إليهم رسول إلا كانوا به يستهزءون ، دون أن يعتبروا بمصير السابقين الذين سوف يحضرهم الله وإياهم لديه.
ويذكّرنا القرآن بآيات الله لعلنا نهتدي إليه ونتبع رسله : فمن الأرض الميتة التي يحيها (بالغيث) ويخرج منها حبا فمنه يأكلون ، إلى الجنات ذات الثمرات المختلفة ، الى الليل والنهار والشمس التي تجري لمستقر لها ، الى القمر الذي يجري في منازله حتى يعود كالعرجون القديم ، الى التدبير اللطيف للشمس والقمر ، الى وسائل النقل من سفن وأنعام البر.
ويذكّرنا بأنّه يحفظهم من غضب الأمواج برحمته وحتى يقضوا آجالهم ، وترى أنّ الرب الرحيم يريد لهم الخيرات أيضا حين يأمرهم بالتقوى (ليحفظهم من عواقب