الذي هو أساس كل عقيدة صالحة ، فمن آمن بالله حقا لم يطع الشركاء الموهومين ، بل أطاع الرسول الذي أمر الله بطاعته فقط) (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً) (ثم خولناهم التصرف فيها ، وجعلناها ذلولا يسخرونها) (فَهُمْ لَها مالِكُونَ)؟! (وبعد ذكر نعم الله يوجههم إلى الشكر الذي من أبرز معانيه الإيمان بالله وطاعة رسوله ولكنهم أشركوا) (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً) (وهم يريدون جبر نقصهم بها) (لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ) (والواقع أنّ العكس هو الصحيح) والآلهة لا يستطيعون نصرهم بل إنّ المشركين لهم جند محضرون.
(ويخاطب السياق الرسول ليثبّت فؤاده ولينذر الكفّار) ويقول : لا يحزنك ما يقولون لك. إنّ الله يعلم سرهم وعلنهم.
(ويعود السياق الى الإيمان بالآخرة ، وكيف يكفر بها هذا الإنسان الذي أسبغ الربّ عليه النعم ، ويخاصم فيها بكل صلافة) أفلا يرى الإنسان أنّه مخلوق من نطفة (مهينة) فإذا به يصبح خصيما لله؟! (يتقلّب في نعم الله ويجادل في آياته!) ويضرب مثلا (فيأخذ عظما يفتته ويقول :) (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ؟! قُلْ : يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (فيعلم أين ذهبت ذرأت جسد هذا الشخص أو ذاك) وهو الذي جعل من الشجر الأخضر نارا لكم توقدون عليها (مع أنّ النار باطنة فيها) وهو الذي خلق السموات والأرض فهل يعجزه إرجاع البشر؟! كلّا ...) (إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) (وتعالى عما يصفه الجاهلون بالنقص والعجز ، كلّا ... هو العليّ المقتدر على بعث الإنسان) وإليه ترجعون.
وكلمة أخيرة :
لقد ذكرت النصوص : أنّ (يس) قلب القرآن ، وهي ـ بحق ـ غرّة السور