على طريق مستقيم وسط ، لم يهمل جانبا على حساب جانب.
وإذا كانت الأهواء تسيّر الناس ذات اليمين وذات الشمال فإنّ ضغوط المجتمع والإقتصاد والسياسة تتكسّر على صمود الرسول ثم تتلاشى أمام استقامته التي تحدّت إغراء الشمس والقمر.
إنّ استقامة رسالة النبي وسلوكه تشهد على أنّه ينطق عن الوحي ، وأنّه مؤيد بالغيب.
(عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
[٥] بماذا أنزل الله الرسالة؟ وأيّ اسم يعكسه كتابه؟ أو ليس الكتاب دليل صاحبه؟
القرآن تجلّ لاسم العزّة التي تعني فيما تعني المقدرة والهيمنة ، كما لاسم الرحمة ، لأنّ رحمة ربّنا اقتضت إنقاذ البشر من براثن الضلالة والشرك.
(تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)
ونستوحي من الآية أنّ القرآن سيهزم المبادئ الباطلة عاجلا أم آجلا ، لأنّه تنزيل العزيز الذي يؤيد بعزته رسالاته ، ويعكس هذا استمرار انتشار نور الإسلام في الأرض بالرغم من كل العقبات التي يجعلها أمامه الطغاة.
[٦] أمّا هدف الرسالة فهو إنذار قوم غافلين ، ما أتاهم من قبل الرسول من نذير.
(لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ)