ما ذا أؤمّل ممن همّه السّرف |
|
العجب أبطره والتّيه والصّلف |
أما الصغير فإني لا أعاتبه |
|
وهل يعاتب ثور همّه العلف؟ |
ولما كان إبراهيم بن عبدش في مرو تكلم جماعة من الفضلاء على الصبر ، فقال هو :
هل الصبر إلا ترك شكوى وسترها |
|
تعالج من همّ يكنّفه الصّدر |
وإبداء بشر ظاهر وبشاشة |
|
وقلبك يغلي مثل ما غلت القدر |
فإن لم يكن هذا هو الصّبر نفسه |
|
فليس إذا يدري المفسّر ما الصبر |
داود بن موسى البيهقيّ (١)
كان من أفاضل بيهق ، وولادته ونشأته في قرية دويين ، وهو جد المعافى بن أحمد البيهقيّ الدّوينيّ ، ومن شعره قوله :
ارجع فساعد على قدر تعجّلها |
|
صبيحة اليوم تنّوريّنا موسى |
واشرب عليها ثلاثا لا ينهنهنا |
|
عن شربها آدم يوما ولا عيسى |
[١٥٦] فقال أبو علي الحسين بن أحمد البيهقيّ في إجازتهما :
ففي تناقلها أنس تلابسه |
|
ونفي ما بك من شكوى ومن بوسى |
تحتّ عنك هموم القلب سورتها |
|
كما تحتّ شعور الجلد بالموسى |
وقد قال نقاد الشعر في هذه الأبيات كلاما ، وبأن الشعر صناعة ذات دقائق كثيرة يجب أن يتأمل فيها ، وعيوب خفية كثيرة ، وأوصاف محمودة ومذمومة ، وهو على أنواع ، وأكثرها ذكرتها في كتاب أزهار أشجار الأشعار ، الذي هو من تأليفي.
__________________
(١) لم نجده فيما بين أيدينا من المصادر.