البصرة وأمددني برجال ، حتى آخذها لك من مصعب ، فإنّ مصعبا قد خرج ، فرجع خالد إلى البصرة فقام معه مالك بن مسمع في ناس من ربيعة وبني تميم (١) والأزد ، فاجتمعوا (٢) بالجفرة ، وعبيد الله بن عبد الله (٣) بن معمر خليفة مصعب وعبّاد بن حصين الحبطي على شرطته ، فسار إليهم فهرب مالك بن مسمع وأصيبت عينه ، وفرّ خالد ولم يمدده عبد الملك ، ودخل الناس في الأمان ، قال عمي مصعب بن عبد الله وفي ذلك يقول الفرزدق (٤) :
عجبت لأقوام ، تميم أبوهم |
|
وهم بعد في سعد عظام المبارك |
وكانوا أعزّ الناس قبل مسيرهم |
|
مع الأزد مصفرّا لحاها وملك |
فما ظنك بابن الحواريّ مصعب |
|
إذا افترّ عن أنيابه غير ضاحك |
ونحن نفينا مالكا عن بلاده |
|
ونحن فقأنا عينه بالنّيازك |
قال الزبير : وحدّثني عمي مصعب بن عثمان ، عن أبيه قال : جلست في مسجد البصرة فنسبني شيخ من أهلها فانتسبت له ، فبكى ثم قال : كأني أنظر إلى عمك مصعب بن الزبير على منبر هذا المسجد وهو كأجمل الفتيان :
فما ظنكم بابن الحواريّ مصعب |
|
إذا افترّ عن أنيابه غير ضاحك |
فلما ظهر عبد الملك استعمل خالد بن عبد الله على البصرة ، ولخالد يقول الشاعر :
إن الجواد الذي يرجى فواضله |
|
أبو أميّة إن أعطى وإن منعا |
يغشي الأراكيب أفواجا سرادقه |
|
كما يوافي أهل المسجد الجمعا (٥) |
وأم خالد وأمية وعبد الرّحمن بني عبد الله بن خالد بن أسيد ، أمهم أم حجير بنت
__________________
(١) في نسب قريش للمصعب : بني غنم.
(٢) عن نسب قريش وبالأصل : اجتمعوا.
(٣) في الطبري ٦ / ١٥٢ «عبيد الله بن عبيد الله» وفي نسب قريش للمصعب ص ١٨٩ عمر بن عبيد الله بن معمر.
(٤) الأبيات في ديوانه ط بيروت ٢ / ٥٧ ونسب قريش للمصعب الزبيري ص ١٨٩ وتاريخ الطبري ٦ / ١٥٣ ـ ١٥٤ باختلاف بعض الألفاظ في المصادر والديوان.
(٥) البيتان في نسب قريش للمصعب ص ١٩٠ بدون نسبة وفيه : يوافي بأهل.