أن عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد كان قد عظم شأنه بالشام ومال إليه أهلها لما كان عندهم بها من آثار أبيه خالد بن الوليد ولغنائه عن المسلمين في أرض الروم وبأسه ، حتى خافه معاوية وخشي على نفسه منه لميل الناس إليه ، فأمر ابن أثال أن يحتال في قتله ، وضمن له إن هو فعل ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش ، وأن يولّيه جباية خراج حمص ، فلما قدم عبد الرّحمن حمص منصرفا من [بلاد](١) الروم دس ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه ، فشربها فمات بحمص [فوفّى معاوية بما ضمن له ، وولاه خراج حمص](٢) ووضع عنه خراجه.
قال : فقدم خالد بن عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد المدينة ـ يعني فجاء يوما إلى عروة بن الزبير فسلّم عليه ، فقال له عروة : من أنت؟ قال : خالد بن عبد الرّحمن بن خالد بن الوليد ، فقال له عروة : ما فعل ابن أثال؟ فقام خالد بن عبد الرّحمن من عنده وشخص متوجها إلى حمص ثم رصد بها (٣) ابن أثال فرآه يوما راكبا فاعترض له خالد بن عبد الرّحمن فضربه بالسيف فقتله ، فرفع إلى معاوية ، فحبسه أياما وغرمه (٤) ديته ، ولم يقد منه. ورجع خالد إلى المدينة فلما رجع إليها أتى عروة فسلّم عليه فقال له عروة : ما فعل ابن أثال؟ [فقال :]
أنا ابن سيف الله فاعرفوني |
|
لم يبق إلّا حسبي وديني |
وصارم أصابه يميني |
وقيل : [الذي قتل ابن أثال](٥) خالد بن المهاجر بن خالد بن أخي عبد الرّحمن بن خالد ، فالله أعلم.
١٨٩٨ ـ خالد بن عبد الرّحمن بن يزيد بن تميم السّلمي
حدّث عن أبيه.
__________________
(١) زيادة عن الطبري.
(٢) ما بين معكوفتين زيادة لازمة عن الطبري.
(٣) الأصل : «ثم رصدها» والمثبت عن الطبري وم.
(٤) الطبري : وأغرمه.
(٥) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل ، وكتب بجانب العبارة كلمة : صح.