أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، نا حرملة ، أنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن عبد الله بن عباس أخبره أن خالد بن الوليد الذي كان يقال له سيف الله أخبره أنه دخل مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ميمونة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم ـ وهي خالته وخالة ابن عباس ـ فوجد عندها ضبا محنوذا (١) قدمت به أختها حفيدة (٢) بنت الحارث من نجد. فقدّمت الضبّ لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ وكان قلّ ما يقدّم يده لطعام حتى يحدث به ويسمّي له ـ فأهوى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده إلى الضبّ ، فقالت امرأة من النسوة الحضور : أخبرن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما قدمتنّ له ، قلن : هو الضبّ يا رسول الله ، فرفع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يده ، فقال خالد بن الوليد : أحرام الضبّ يا رسول الله؟ قال : «لا ، ولكنه لم يكن بأرض قومي ، فأجدني أعافه» ، قال خالد : فاجتررته فأكلته ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم ينظر ولم ينه [٣٨٨٧].
رواه مسلم (٣) عن حرملة ، وهكذا رواه عبد الله بن المبارك المروزي ، عن يونس ، وهكذا رواه صالح بن كيسان المدني ومعمر بن راشد البصري ، ومحمّد بن الوليد الزّبيدي الحمصي ، عن الزّهري ، ورواه مالك (٤) ، عن الزّهري ، فاختلف عنه فيه فرواه القعنبي ومحمّد بن الحسن الفقيه ، وإسماعيل بن أبي أويس ، عن مالك كما روت الجماعة عن الزّهري ، ورواه أبو مصعب الزّهري ، عن مالك ، فقال : عن ابن عباس وخالد بن الوليد.
أخبرناه أبو محمّد هبة الله بن سهل الفقيه ، أنا سعيد بن محمّد بن أحمد البحيري ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصمد ، نا أبو مصعب الزّهري ، نا مالك ، عن ابن شهاب ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ، عن عبد الله بن عباس ، وخالد بن الوليد بن المغيرة أنهما دخلا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيت ميمونة فأتي بضبّ محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيده ، فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة : أخبرن
__________________
(١) أي مشويا.
(٢) صوب اسمها محقق مختصر ابن منظور : أم حفيد وفي م كالأصل.
(٣) صحيح مسلم (١٩٤٦) (٤٤ و ٤٥) في الصيد : باب إباحة الضب.
(٤) موطأ مالك ص ٥٣١ في الاستئذان : باب ما جاء في أكل الضبّ.