عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه قال : قال خالد بن الوليد : اعتمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ وقال ابن حمدان : أن النبي صلىاللهعليهوسلم ـ في عمرة اعتمرها [فابتدر](١) الناس إلى شعره فسبقت إلى الناصية فأخذتها فاتّخذت قليسية (٢) فجعلتها في مقدم القلنسوة فما وجهتها في وجه ، وفي حديث ابن حمدان : فما وجهته في وجهه ـ إلّا فتح لي ، وقال ابن حمدان : له.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن محمد ، نا محمد بن سعد ، أنا يحيى بن حمّاد ، نا أبو عوانة ، عن عاصم بن كليب ، قال : سمعت شيخين في المسجد ممن سمع خالد بن الوليد قال أحدهما لصاحبه : أتذكر ما لقينا يوم الكمّة بسباطة الحيرة؟ قال : نعم ما لقينا يوما قط أشد منه ، وقعت كمّة خالد بن الوليد فقال : التمسوها وغضب فوجدناها فوضعها على رأسه ثم اعتذر إلينا فقال : لا تلوموني فإن نبي الله صلىاللهعليهوسلم حين حلق رأسه انتهبنا شعره فوقعت ناصيته بيدي فجعلتها ناصية في هذه الخرقة ، فإنما شق عليّ حين وقعت (٣).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، وعلي بن المسلّم الفقيهان ، قالا : أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا علي بن حرب ، نا ابن وهب عن ابن أبي الزناد عن عبد الرّحمن بن الحارث : أخبرني الثقة أن الناس يوم حلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابتدروا شعره فابتدرهم خالد بن الوليد إلى ناصيته فجعلها في قلنسوته.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو بكر بن سيف ، أنا السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، نا سيف بن عمر ، عن عمرو ، عن الشعبي ، قال (٤) : لما فتح خالد الحيرة صلّى صلاة الفتح ثمان ركعات لا يسلّم فيهن ثم انصرف ، وقال : لقد قاتلت يوم مؤتة فانقطع في يدي تسعة
__________________
(١) زيادة لازمة للإيضاح عن الرواية السابقة.
(٢) الأصل : «قلسية» والصواب ما أثبت ، وقليسية : القلنسوة وقليسية تصغير قلاس ج قلنسوة وقلنسية.
(القاموس).
(٣) سقط من ترجمة خالد في الطبقات الكبرى لابن سعد ، ونقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٤٩.
(٤) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٣٦٦ حوادث سنة ١٢ ونقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٥٠.