قال : ونا خليفة (١) ، نا علي بن محمّد ، عن يحيى بن معن (٢) العجلاني ، عن سعيد بن إسحاق ، عن أبيه ، عن أبي قتادة ، قال : عهد أبو بكر إلى خالد وأمرائه الذين وجّه إلى الردة إذا أتوا دارا أن يقيموا ، فإن سمعوا أذانا ورأوا مصليا أمسكوا حتى يسألوهم عن الذين نقموا ومنعوا له الصدقة ، فإن لم يسمعوا أذانا ولم يروا مصليا شنّوا الغارة ، فقتلوا وحرّقوا.
وكنت مع خالد حين فرغ من قتال أهل الردّة طليحة وغطفان وهوازن وسليم ، ثم سار إلى بلاد بني تميم ، فقدّمنا خالد أمامه فانتهينا إلى بيت منهم حين طفلت (٣) الشمس للغروب فثاروا إلينا فقالوا : من أنتم؟ قلنا : نحن عباد الله المسلمون ، قالوا : ونحن عباد الله المسلمون ، وقد كان خالد بث سراياه فلم يسمعوا أذانا وقاتلهم بالبعوضة (٤) من ناحية الهزال (٥) ، فجاءوا بمالك بن نويرة في أسارى من قومه ، فأمر خالد بأخذ أسلحتهم ثم أصبح فأمر بقتلهم.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي ، أنا أبو الحسن السيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط (٦) ، نا علي بن محمّد ، عن ابن أبي ذئب ، عن الزّهري ، عن سالم ، عن أبيه ، قال : قدم أبو قتادة على أبي بكر فأخبره بقتل مالك وأصحابه ، فجزع من ذلك جزعا شديدا ، فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد ، فقدم عليه ، فقال أبو بكر : هل يزيد [خالد](٧) على أن يكون تأوّل فأخطأ. وردّ أبو بكر خالدا ، وودى مالك بن نويرة وردّ السبي والمال.
قال : ونا خليفة ، نا بكر ، عن ابن إسحاق ، قال : دخل خالد على أبي بكر فأخبره بالخبر واعتذر إليه فعذره ، وقال متمّم بن نويرة يرثي أخاه مالك بن نويرة في قصيدة له طويلة (٨) :
__________________
(١) تاريخ خليفة ص ١٠٤.
(٢) في تاريخ خليفة : معين.
(٣) الأصل : «طلفت» والمثبت عن تاريخ خليفة ص ١٠٤.
(٤) البعوضة : ماء لبني أسد (ياقوت) وبالأصل والمختصر : بالعوصة.
(٥) في تاريخ خليفة : المرار.
(٦) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٠٥.
(٧) الزيادة عن تاريخ خليفة.
(٨) الأبيات أوردها خليفة بن خياط في تاريخه ١٠٥ و ١٠٦ و ١٠٧ والتعازي والمراثي ص ١٥ ـ ١٦ والمفضليات : المفضلية : ٦٧ صفحة ٢٦٤ وما بعدها.