عبد الله (١) : خالد الذي صالح أهل الحيرة ، وفتح بعض السواد (٢) ، فأمّره أبو بكر فصار إلى الشام فلم يزل بها حتى عزله عمر بن الخطاب ، وهلك خالد بالشام ، وأوصى عمر بن الخطاب فتولى عمر وصيته وسمع راجزا يقول :
إذا رأيت خالدا تخفّفا.
الأبيات (٣).
[فقال](٤) عمر : رحم الله خالدا ، فقال طلحة بن عبيد الله :
لأعرفنّك بعد الموت تندبني |
|
وفي حياتي ما زوّدتني زادي |
فقال عمر : إني ما عتبت على خالد إلّا في تقدمه ، وما كان يصنع في المال ، وكان خالد إذا صار إليه [المال](٥) قسمه في أهل القتال (٦) ، ولم يرفع إلى أبي بكر حسابا ، وكان فيه تقدم على رأي أبي بكر يفعل الأشياء لا يراها أبو بكر ، تقدم على قتل مالك بن نويرة ، ونكح امرأته ، وصالح أهل اليمامة ، ونكح ابنة مجّاعة بن مرارة فكره ذلك أبو بكر ، وعرض الدية على متمّم بن نويرة وأمر خالدا بطلاق امرأة مالك ولم ير أن يعزله ، وكان عمر بن الخطاب ينكر هذا على خالد وشبهه.
وكان خالد نيّر عند أبي بكر الصديق بعثه إلى طليحة فهزم طليحة ، وكان معه من العرب ، ثم مضى خالد إلى مسيلمة وفي ذلك يقول رجل من بني أسد بن خزيمة (٧) :
لعمرك ما أهل الأقيداع بعد ما |
|
بلغت أباض (٨) العرض مني بمخلق |
__________________
(١) نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٣٢١.
(٢) السواد : يراد به رستاق العراق وضياعها افتتحها المسلمون على عهد عمر ، وحد السواد من حديثة الموصل طولا إلى عبادان ، ومن العذيب بالقادسية إلى حلوان عرضا (معجم البلدان).
(٣) الأرجاز في نسب قريش ص ٣٢١ ، وبعد الرجز المذكور بالأصل :
وهبت الريح شمالا حرجفا |
|
وكان بين الأعجمين منصفا |
فرد بعض القوم لو تخلفا |
(٤) زيادة للإيضاح عن نسب قريش.
(٥) زيادة عن نسب قريش.
(٦) عن نسب قريش وبالأصل «الغنى».
(٧) هو ضرار ابن الأزور كما في معجم ما استعجم (أباض).
(٨) أباض : قرية باليمامة ، قال : وعندها كانت وقعة خالد بن الوليد مع مسيلمة الكذاب.