لمتّها على قبر خالد (١). يقول حلقت رأسها.
قال : ونا الزبير ، قال : قال محمّد بن سلام : وحدّثني غير واحد ، قال : سمعت يونس النحوي يسأل عنه غير مرة أن عمر بن الخطاب قال : دع نساء بني المغيرة يبكين أبا سليمان ويرقن من دموعهن سجلا أو سجلين ما لم يكن نقع أو لقلقة (٢).
قال يونس : النقع : مد الصوت بالنحيب ، واللقلقة : حركة اللسان ، نحو الولولة.
أخبرنا أبو العزّ السّلمي ـ فيما قرأ عليّ إسناده ، وناولني إياه ، وقال اروه عني ـ أنا محمّد بن الحسين الجازري ، أنا المعافى بن زكريا القاضي (٣) ، نا أحمد بن العباس العسكري نا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني عبد الرّحمن بن حمزة اللّخمي ، نا أبو علي الحرمازي ، قال : دخل هشام بن البختري في ناس من بني مخزوم على عمر بن الخطاب ، فقال له : يا هشام أنشدني شعرك في خالد بن الوليد فأنشده فقال : قصّرت في الثناء (٤) على أبي سليمان ، رحمهالله ، إن كان ليجب أن يذلّ الشرك وأهله ، وإن كان الشامت به لمتعرضا لمقت الله. ثم قال عمر : قاتل الله أخا بني تميم ما أشعره (٥) :
فقل للّذي يبقى خلاف الذي مضى |
|
تهيّأ لأخرى مثلها فكأن قد |
فما عيش من قد عاش بعدي بنافعي (٦) |
|
ولا موت من قد مات بعدي بمخلد |
ويروى : «ولا موت من قد مات قبلي».
ثم قال : رحم الله أبا سليمان ما عند الله خير له مما كان فيه ، ولقد مات فقيدا وعاش حميدا ، ولقد رأيت الدهر ليس بقابل (٧)(٨).
__________________
(١) أسد الغابة ١ / ٥٨٨ وابن العديم ٧ / ٣١٦٩ والاستيعاب ١ / ٤١٠.
(٢) ابن العديم ٧ / ٣١٦٩.
(٣) الخبر في الجليس الصالح الكافي ط بيروت ٤ / ٩٤ ونقله عنه ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣١٦٨ ـ ٣١٦٩ وعقب محققه : «أن الخبر ليس في المطبوع من كتاب الجليس الصالح» كذا ، وهو موجود فيه.
(٤) الجليس الصالح : البكاء.
(٥) البيتان في أمالي القالي ٣ / ٢١٨ بدون نسبة ، وفي الجليس الصالح وفي ابن العديم.
(٦) الجليس الصالح : بنافع.
(٧) الجليس الصالح : بقاتل.
(٨) عقب القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بعد إيراده الخبر عليه ، وللفائدة نذكر تعقيبه هنا ، قال :
قال القاضي : لقد أحسن عمر بن الخطاب رضوان الله عليه الثناء على خالد بن الوليد رحمهالله على