من حمص حيث تقرأ القنا |
|
إلى مرج عذراء لم تخرم |
ترجّى ابن أيوب أشلاءنا |
|
رويدك ذق حرة الصيلم (١) |
أخبرنا أبو الحسين محمّد بن كامل بن ديسم ، أنا محمّد بن أحمد بن المسلمة في كتابه ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى ـ إجازة ـ أخبرني محمّد بن يحيى قال : لما توفي خريم بن عامر بن عمارة بن خريم قال أبو يعقوب الخريمي يرثيه :
ألا هل لما ولا من العيش مرجع |
|
وهل في خلود النفس للنفس مطمع |
وهل حازم إلّا كآخر عاجز |
|
إذا حلّ بالإنسان ما يتوقع |
وهل تقتدي نفس بنفس عزيزة |
|
على أهلها أم هل لما حم مرجع |
وهل للفتى جار يجنّبه الردى |
|
فيصبح منه آمنا لا يروع |
ترى المرء يسعى للذي فيه ضرة |
|
وتكره شيئا نفسه وهو ينفع |
فيا حسرة الإنسان ما اغتال عقله |
|
أليس يرى وجه السداد ويسمع |
تراه عزيزا حين يصبح قانعا |
|
وتلقاه عبدا ضارعا حين يطمع |
فهل تنفعني عبرة إن سفحتها |
|
لفقد أناس فارقونا فودّعوا |
أناديهم والأرض بيني وبينهم |
|
ولم يسمعوا صوتي أجابوا فأسرعوا |
مضوا سلفا قبلي فخلفت بعدهم |
|
إلى غاية مبلوعة ثم أتبع |
وقالوا : لا تبك خريم بن عامر |
|
فقلت : بلى ، إن كان ذلك ينفع |
سأبكي أبا عمرو حق بكائه بمطر |
|
وفة عبرى تفيض وتدمع |
وأبكي أبا عمرو ليصيف مدقع |
|
وذي حاجة أعيا بها كيف يصنع |
وكان لسان الحي قيس ونابها |
|
وكانت به قيس تضر وتنفع |
قال : وله يرثيه :
ألم ترني صبرت على خريم |
|
وكان فداؤه أهلي ومالي |
ولو أني سئلت به يميني |
|
لأفردت اليمين من الشمال |
ولكني صبرت عليه إني |
|
رأيت الصبر أحجى بالرجال |
فتى حاز المكارم وهو طفل |
|
وأورى يافعا زند المعالي |
وشاد لقومه مجدا سيبقى |
|
بقاء الراسيات من الجبال |
__________________
(١) الصيلم : الأمر الشديد ، والداهية ، والسيف (القاموس).