أخذته تستفحله فذلك قول شاعرهم :
يقولون : حصن ، ثم تأبى قلوبهم |
|
وكيف بحصن والجبال جنوح |
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار قال : وحدّثني محمّد بن الضحاك بن عثمان الحزامي عن أبيه قال : كبر سنان فضلّ بنخل (١) ، فلم يوجد (٢) ، ففي ذلك يقول زهير بن أبي سلمى يرثيه :
إن الرزية لا رزيّة مثلها |
|
ما تبتغي غطفان يوم أضلّت |
ينعون (٣) خير الناس ميتا واحدا |
|
عظمت رزيته الغداة وجلّت |
إن الركاب لتبتغي ذا مرّة |
|
بجنوب نخل إذا الشهور أهلّت (٤) |
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنا أبو الحسن بن السّقّا ، وأبو محمّد بن بالوية ، قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا عباس بن محمّد ، نا يحيى بن معين ، نا جرير عن مغيرة قال : قالت أم سنان بن أبي حارثة : إذا أنا مت فشقوا بطني فإن فيه سيد غطفان ، قال : فماتت فشقوا بطنها فاستخرجوا سنانا فعاش وساد ، حتى كان له مال وتبع.
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر قال : قرئ على أبي عثمان البحيري ، أنا أبو محمّد أحمد بن محمّد المرادي ، أنا محمّد بن يحيى الصولي ، نا محمّد بن يزيد قال : قيل لخريم : ما النعمة؟ قال : الأمن ، فلا لذة لخائف ، والغنى ، فلا لذة لفقير ، والعافية ،
__________________
(١) نخل : موضع بنجد من أرض غطفان.
(٢) كذا في إحدى الروايات في الأغاني ١٠ / ٢٩٩ وفيها رواية أخرى عن أبي عبيدة أنه هرم فهام على وجهه خرفا ففقد وفي رواية ـ فيها ـ أنه خرج لحاجته بالليل فأبعد فلما رجع ضلّ فهام طول ليلته حتى سقط فمات. وتبع قومه أثره فوجدوه ميتا.
(٣) روايته في الأغاني :
ينعين خير الناس عند شديد |
|
عظمت مصيبته هناك وجلّت |
(٤) الركاب : يريد هنا راكبي الإبل.
وذا مرة أي ذا عقل.
وقوله إذا الشهور أحلت ، أي انقضت الأشهر الحرم ، والتي حرم فيها الغزو ، ودخلت الشهور التي أبيح فيها الغزو والقتال.