يحيى بن جعدة ، قال : كان عمر لا يقبل آية من كتاب الله عزوجل حتى يشهد عليها شاهدان ، فجاء رجل من الأنصار (١) بآيتين فقال عمر : لا أسألك عليهما شاهدا غيرك : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ)(٢) إلى آخر السورة.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٣) ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي ، نا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا أبو الطاهر ، أنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن محمّد بن طلحة الليثي ، عن محمّد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرّحمن بن حاطب ، قال : أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال : من كان تلقّى من رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا من القرآن فليأتنا به ، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب (٤) ، وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان ؛ فقتل وهو يجمع ذلك فقام عثمان بن عفان فقال : من كان عنده من كتاب الله عزوجل شيء فليأتنا به ، وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شهيدان ؛ فجاء خزيمة بن ثابت ، فقال : إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما قال : ما هما؟ قال : تلقيت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) إلى آخر السورة (٥) ، قال عثمان : وأنا أشهد أنهما من عند الله فأين ترى أن تجعلهما؟ قال : أختم بهما آخر ما نزل من القرآن ؛ فختمت بهما براءة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني قراءة عليه ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، أنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة (٦) ، نا أبو عبد الرّحمن المقرئ ، نا أبو حنيفة ـ يعني عن حمّاد ـ ، عن إبراهيم ، عن أبي عبد الله ، عن خزيمة بن ثابت : أن النبي صلىاللهعليهوسلم جعل شهادته شهادة رجلين [٣٩٦١].
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن
__________________
(١) الأصل : الأنصاري والمثبت عن م.
(٢) سورة التوبة ، الآية : ١٢٨.
(٣) بالأصل المزرقي بالقاف ، والصواب «المزرفي» بالفاء.
(٤) جمع عسيب : جريدة من النخل ، وهي السعفة مما لا ينبت عليه الخوص (ابن الأثير نقله اللسان عنه).
(٥) سورة التوبة ، الآيتان : ١٢٨ ـ ١٢٩.
(٦) تقرأ بالأصل «ميسرة» والصواب عن م ، ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٦٣٢.