أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي الواعظ ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، حدّثني عمارة بن خزيمة الأنصاري : أن عمّه حدّثه وهو من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم أن النبي صلىاللهعليهوسلم ابتاع فرسا من أعرابي فاستتبعه النبي صلىاللهعليهوسلم ليقضيه ثمن فرسه ، فأسرع النبي صلىاللهعليهوسلم المشي وأبطأ الأعرابي فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومونه بالفرس لا يشعرون أن النبي صلىاللهعليهوسلم ابتاعه ، حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبي صلىاللهعليهوسلم فنادى الأعرابي النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : إن كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه وإلّا بعته ، فقام النبي صلىاللهعليهوسلم حين سمع نداء الأعرابي فقال : «أوليس قد ابتعته منك»؟ قال الأعرابي : لا والله ما بعتك ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «ق ابتعته منك» فطفق الناس يلوذون بالنبي صلىاللهعليهوسلم والأعرابي وهما يتراجعان ، فطفق الأعرابي يقول : هلم شهيدا يشهد أني بايعتك ، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي : ويلك إن النبي صلىاللهعليهوسلم لم يكن ليقول إلّا حقا حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبي صلىاللهعليهوسلم ومراجعة الأعرابي ، وطفق الأعرابي يقول : هلم شهيدا يشهد أني بايعتك ، فقال خزيمة : أنا أشهد أنك قد بايعته ، فأقبل النبي صلىاللهعليهوسلم على خزيمة فقال : «بم تشهد؟» فقال : بتصديقك يا رسول الله ، فجعل النبي صلىاللهعليهوسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين [٣٩٦٤].
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، قال (٢) : قال محمد بن عمر : لم يسمّ لنا أخو خزيمة بن ثابت الذي روى هذا الحديث ، وكان له إخوان يقال لأحدهما وحوح وحوح ولا عقب له ، وللآخر عبد الله وله عقب ، وأمهما أم خزيمة كبشة (٣) بنت أوس بن عدي بن أمية الخطمي.
قال : وأنا محمد بن عمر ، حدّثني عاصم بن سويد ، عن محمد بن عمارة بن خزيمة ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «شهادته (٤) شهادة رجلين» [٣٩٦٥].
__________________
(١) مسند الإمام أحمد ٥ / ٢١٥ ـ ٢١٦ وابن سعد ٤ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩.
(٢) طبقات ابن سعد ٤ / ٣٧٩.
(٣) في ابن سعد : كبيشة.
(٤) يعني شهادة خزيمة ، انظر تتمة الخبر في ابن سعد ٤ / ٣٧٩ ـ ٣٨٠.