المقصورة قائما يصلّي ، وهو أقرب إلى باب الخضراء منه إلى باب الساعات ، فقال للقوّام : ألم آمركم أن لا تتركوا أحدا يصلّي الليلة في المسجد ، فقال له بعضهم : يا أمير المؤمنين هذا الخضر صلىاللهعليهوسلم يصلي في المسجد كل ليلة (١).
أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد ، أنا أبو علي الحسن بن أحمد ، وأجازه لي أبو علي ، وأبو سعد المطرّز ، وأبو القاسم الفرجي ، قالوا : أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبي في جماعة ، قالوا : حدّثنا الحسن بن محمد ، نا محمد بن حميد ، نا يعقوب بن عبد الله ، نا هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : سأل موسى عليهالسلام ربه تعالى أي عبادك أعلم؟ قال : الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يصيب كلمة يهديه إلى هدي أو تردّه عن ردّى ، قال : رب فمن هو؟ قال : الخضر ، قال : وأين أطلبه؟ قال : على الساحل عند الصخرة التي ينفلت عندها الحوت ، فخرج موسى يطلبه حتى كان ما ذكر الله ، وانتهى موسى إليه عند الصخرة فسلّم كل واحد منهما على صاحبه (٢).
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد ، أنا أبو علي الحسن بن علي ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني محمد بن عبّاد المكي ، نا عبد الله بن ميمون القداح ، نا جعفر بن محمد الصادق ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : ما رآني رجل من بني فزارة في الرجل الذي اتبعه موسى؟ فقلت : هو الخضر ، وقال الفزاري : هو رجل آخر ، فمرّ بنا أبي بن كعب ، قال ابن عباس : فدعوته ، فسألته سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يذكر الرجل الذي تبعه موسى؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «بينما موسى عليهالسلام جالس في ملأ من بني إسرائيل فقال له رجل : هل أحد أعلم بالله منك؟ قال : ما أرى ، فأوحى الله [إليه](٤) ، بلى عبدي الخضر ، فسأل السبيل إليه فجعل الله له الحوت آية إن افتقده ، وكان من شأنه ما قصّ الله عزوجل» تابعه الأوزاعي ، عن الزهري [٣٩٨٣].
أخبرنا أبو الحسن السّلمي الفقيه ، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي الحديد ، أنا جدي
__________________
(١) الخبر باختصار في الإصابة ١ / ٤٤١.
(٢) الخبر في تاريخ الطبري ١ / ٣٧١.
(٣) مسند الإمام أحمد ٥ / ١٢٢.
(٤) زيادة عن المسند.