نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً) فوجدا خضرا وكان من شأنهما ما قص الله في كتابه» إلّا أن يونس قال : وكان يتبع أثر الحوت في البحر ، رواه مسلم عن حرملة ، ورواه سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أتم منه [٣٩٨٦].
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين ، وأبو عبد الله (١) الحسين بن محمّد بن الفرحان (٢) السمناني (٣) ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر ، وأبو عبد الله محمّد بن العمركي بن نصر ، وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد ، قالوا : أنا عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر ، أنا عبد الله بن أحمد بن حموية ، أنا إبراهيم بن خريم الشاشي ، نا عبد بن حميد ، نا عبيد (٤) الله بن موسى ، عن إسرائيل بن يونس ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ وكنا عنده ـ فقال القوم : إن نوف الشامي يزعم أن الذي ذهب يطلب العلم ليس بموسى بني إسرائيل ، قال : وكان ابن عباس متكئا فاستوى جالسا فقال : كذلك يا سعيد بن جبير؟ قلت : أنا سمعته يقول ذلك ، قال ابن عباس : كذب نوف ، حدّثني أبيّ بن كعب أنه سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : «رحمة الله علينا وعلى موسى لو لا أنه عجل واستحيا وأخذته دمامة من صاحبه ، فقال له : (إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي)(٥) لرأى من صاحبه عجبا» قال : وكان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا ذكر نبيّا من الأنبياء بدأ بنفسه فقال : «رحمة الله علينا وعلى صالح ، رحمة الله علينا وعلى أخي عاد» ثم قال : «إن موسى عليهالسلام بينا هو يخطب قومه ذات يوم إذ قال لهم : ما في الأرض أحد أعلم مني ، فأوحى الله عزوجل إليه : أن في الأرض من هو أعلم منك ، وآية ذلك أن تزوّد حوتا مالحا ، فإذا فقدته فهو حيث تفقده ، فتزوّد حوتا مالحا فانطلق هو وفتاه حتى إذا بلغا المكان الذي أمروا به ، فلما انتهوا إلى الصخرة انطلق موسى يطلب ، ووضع فتاه الحوت على الصخرة فاضطرب ، (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً)(٦) قال فتاه : إذا جاء نبي الله حدثته فأنساه الشيطان ، فانطلقا فأصابهما ما يصيب المسافر من
__________________
(١) بالأصل : وأبو عبد الله وأبو الحسين والمثبت عن م.
(٢) بالأصل : الفرخاني وفي م : المفرخان.
(٣) الأصل «السماني» والمثبت عن م انظر سير الأعلام ٢٠ / ٧.
(٤) ابن العديم : عبد الله.
(٥) سورة الكهف ، الآية : ٧٦.
(٦) سورة الكهف ، الآية : ٦١.