رجعتم فأخبروا الناس أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم أخبرني أنه : لا يدخل النار أحد يقول : لا إله إلّا الله [٣٨٥٥].
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي بن محمّد ، أنا الحسن بن علي ، أنا محمّد بن العباس ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (١) ، أخبرني إسماعيل بن إبراهيم الأسدي ، عن أيوب ، عن محمّد قال : شهد أبو أيوب بدرا ، ثم لم يتخلّف عن غزاة المسلمين إلّا هو في أخرى إلّا عاما واحدا فإنه استعمل على الجيش رجل شاب ، فقعد ذلك العام ، فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول : ما عليّ من استعمل عليّ ، وما عليّ من استعمل عليّ ، وما على من استعمل عليّ ، قال : فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية فأتاه يعوده ، فقال : حاجتك؟ قال : نعم حاجتي ، إذا أنا متّ فاركب بي ثم سغ بي في أرض العدو ، وما وجدت مساغا ، فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع ، فلمّا مات ركب ثم سار به في أرض العدو ، وما وجد مساغا ثم دفنه ، ثم رجع وكان أبو أيوب يقول : قال الله عزوجل : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً)(٢) لا أجدني إلّا خفيفا أو ثقيلا.
رواه أبو إسحاق الفزاري ، عن هشام ، عن محمّد نحوه ، وسمى الرجل الشاب : عبد الملك بن مروان.
قال : ونا محمّد بن سعد (٣) ، أنا عمرو بن عاصم ، نا همّام عن (٤) عاصم بن بهدلة ، عن رجل من أهل مكّة أن أبا أيوب قال ليزيد بن معاوية حين دخل عليه : أقرىء الناس مني السلام ، ولينطلقوا بي فليبعدوا (٥) ما استطاعوا ، قال : فحدّث يزيد الناس بما قال أبو أيوب ، فاستسلم الناس ، فانطلقوا بجنازته ما استطاعوا (٦).
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن ، قالا : أنا أبو
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٨٥.
(٢) سورة التوبة ، الآية : ٤١.
(٣) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ٣ / ٤٨٥.
(٤) بالأصل «بن» خطأ ، والمثبت عن ابن سعد وم.
(٥) إعجامها غير واضح بالأصل ، والصواب عن ابن سعد وم.
(٦) نقله أيضا الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٤٠٥ وزاد فيه : قال : ففعلوا وهذه الزيادة ليست في طبقات ابن سعد.