محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمّد بن عائذ (١) ، نا الوليد بن لهيعة ، عن يزيد ـ يعني ابن أبي حبيب ـ عن أبي عمران التجيبي ، قال : فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى غزا القسطنطينية (٢) ، وتوفي بها ، فدفن بها.
قال : ونا ابن عائذ ، نا الوليد ، نا إبراهيم بن محمّد ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، قال : أوصى أبو أيوب أن يدفن إلى جانب القسطنطينية (٣) ، فناهضنا المدينة حتى دنونا منها ، ثم دفناه تحت أقدامنا.
قال : ونا الوليد ، نا غير واحد منهم أبو سعيد المعيطي أن أهل القسطنطينية (٤) قالوا ليزيد ومن معه : ما هذا ننبشه غدا ، قال يزيد : ذا صاحب نبينا صلىاللهعليهوسلم أوصى بهذا لئلا يكون أحد من المجاهدين ، ومن مات في سبيل الله أقرب إليكم منه ، لئن فعلتم لأنزلن كل جيش بأرض العرب ، ولأهدمنّ كل كنيسة ، قالوا : إنما أردنا أن نعرف مكانه منكم لنكرمنه لصحبته ومكانه ، قال : فبنوا عليه قبة بيضاء ، وأسرجوا عليه قنديلا ، قال أبو سعيد : وأنا دخلت عليه القبة في سنة مائة ورأيت قنديلها فعرفنا أنه لم يزل يسرج حتى نزلنا بهم.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالا : نا وأبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا صفوان بن صالح ، نا الوليد ، نا ابن جابر : أن أبا أيوب لم يقعد عن الغزو في زمان عمر ، وعثمان ، ومعاوية وأنه توفي في غزاة يزيد بن معاوية القسطنطينية.
قال الوليد : فحدّثني شيخ من أهل فلسطين أنه رأى بنية بيضاء دون حائط القسطنطينية ، قال الوليد : هذا قبر أبي أيوب الأنصاري ، صاحب النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأتيت تلك البنية فرأيت قبره في تلك البنية وعليه قنديل معلق بسلسلة (٥).
__________________
(١) بالأصل : عائد ، بالدال المهملة.
(٢) الأصل : القسطنطينة.
(٣) الأصل : القسطنطينة.
(٤) الأصل : القسطنطينة.
(٥) الخبر في تاريخ بغداد ١ / ١٥٤ ونقله ابن العديم في بغية الطلب ٧ / ٣٠٣٤.